بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وامتدت تأثيراته المدمرة إلى سورية
مخلفاً وراءه ألاف الضحايا والمصابين ودماراً في الممتلكات
والبنية التحتية، ومارافقه من حالات هلع وخوف أصابت العديد
من الناجين برزت الحاجة الملحة إلى تقديم الدعم النفسي الأولي
لهم وذلك لمساعدتهم على تجاوز إصطرابات مابعد الصدمة
وتحقيق الإستقرار النفسي لهم.
فالإسعاف النفسي الأولي: هو نهج نموذجي مبني على الأدلة المساعدة
للناس في أعقاب الكارثة للحد من الضائقة الأولية وتعزيز الأداء
التكيفي على المدى القصير والطويل، ويتم استخدامه من قبل خبراء
الصحة غير النفسية مثل" المتطوعين والمستجيبين" وذلك بهدف الحد
من حالات اضطراب"الكرب" التالية للصدمة النفسية بعد كارثة كبيرة.
ويُقدم الإسعاف النفسي الأولي إلى حين الحصول على المساعدة من
قبل الإخصائيين النفسيين أو حتى تتبدد المحنة النفسية للمصاب
وذلك بهدف الحفاظ على الحياة ومنع المزيد من الأذى النفسي وإراحة
المصاب وتشجيعه على التعافي.
وانطلاقاً من أهمية التعرف على مبادئ الإسعاف النفسي الأولي أقام
المركز الوطني للمتميزين وضمن برنامج أنشطته الأسبوعية لشهر
أذار نشاط ( الإسعاف النفسي الأولي) وذلك بهدف تزويد الطلاب
بمهارات الإسعاف النفسي الأولي من خلال المناقشة والحوار لحالات
مختلفة عن طريق استخدام تقنية" عجلات مارجوبلز" وتقنية
" لعب الأدار" التي يتبادل بها الطلاب لعب دور المسعف النفسي
والشخص الذي تقدم له الخدمة.
وتضمن الشق الثاني من النشاط إجراءً عملياً لاستراتيجيات الإسعاف
النفسي الأولي وذلك من خلال معايشة مواقف مشابهة للحدث الصادم
وكيفية التصرف السليم تجاهه